كشفت بعض التسريبات أن تيك توك بصدد إطلاق منصةً جديدةً للتواصل الاجتماعي قائمةً على مشاركة الصور، إذ تسعى تيك توك أن تنافس منصتها الجديدة TikTok Photos منصة انستجرام، والتي تتصدر هذا القطاع من وسائل التواصل الاجتماعي. ونُشرت هذه التسريبات للمرة الأولى عبر مدونة The SpAndroid عندما لاحظ أحد خبراء البرمجيات وجود بعض الأكواد التي تُشير إلى منصة تيك توك الجديدة للصور باسم TikTok Photos. وتمكن الخبراء أيضًا من استخراج بعض الأيقونات الخاصة بالمنصة الجديدة.

أكواد وأيقونة TikTok Photos المُسربة

لم تُعلق تيك توك على هذه التسريبات، ولا تتوفر أي معلومات عن موعد إطلاق المنصة رسميًا. ولكن تُبين التسريبات أن المنصة مكتملة، وقد نشهد إطلاقها قريبًا خلال الفترة المقبلة.

منصة TikTok Photos الجديدة

تمكنت شركة ByteDance الصينية، المالكة لمنصة TikTok، من وضع قدمها بقوة في عالم التواصل الاجتماعي؛ ذلك بعد النجاح الساحق لمنصتها عالميًا، والذي دفع المنصات الكبرى مثل فيسبوك ويوتيوب إلى إضافة خاصية الفيديوهات القصيرة والـ Reels للمنافسة أمام الإقبال غير المسبوق على هذا النوع من المحتوى على منصة التيك توك.

ولم تتوقف ByteDance عند هذا النجاح، بل دفعها طموحها إلى منافسة المنصات الناجحة الأخرى، خاصةً في مجال بث الموسيقى. فقد أطلقت الشركة منصة TikTok Music، والتي تستهدف منافسة المنصات الكبرى في مجال بث الموسيقى والأغاني مثل Spotify، وApple Music، وSoundcloud، وغيرها. وقد اختبرت ByteDance قدرتها على جذب المستخدمين في هذا المجال عندما أطلقت منصة Resso التي حققت زيادة في عدد المشتركين تُقدر بـ 304% تقريبًا في الفترة بين 2021 حتى 2022؛ مكتسحةً معدل الزيادة في عدد مشتركي سبوتيفاي الذي وصل إلى 38% فقط خلال الفترة نفسها.

TikTok

والآن؛ تسعى ByteDance أن تدخل عالم التواصل الاجتماعي القائم على مشاركة الصور، والذي تتصدره منصة انستجرام. وقد حاولت العديد من الشركات منافسة انستغرام في هذا المجال، ولكن فشلت جميع المحاولات في إزاحة انستغرام من صدارة هذا المجال من منصات التواصل الاجتماعي. ومع ذلك، تمتلك ByteDance خبرات واسعة، وقدرات غير محدودة في مجال التسويق الرقمي؛ فهي قادرة على الترويج لمنصتها بشكل يجعلها قادرةً على منافسة انستغرام. ومن ناحية أخرى، لن تتبع ByteDance أي أجندات أو أيديولوجيات غربية كونها شركةً صينيةً؛ ما يجعل المنصة محايدة بشكل كبير ومتوافقة مع مبادئ حرية التعبير. 

النزاع بين المؤسسات الأمريكية وTikTok

تواجه منصة تيك توك العديد من المشاكل السياسية في الولايات المتحدة؛ ذلك بسبب تبعيتها لشركة ByteDance الصينية، والتي لا تتوافق عمومًا مع السياسات الأمريكية. وتزعم الدعاوى التي طالبت بحظر المنصة في الولايات المتحدة الأمريكية أن شركة ByteDance تعمل على جمع البيانات الشخصية للمواطنين الأمريكيين بهدف تخزينها على خوادمها الصينية. 

وتُزعم الدعاوى أيضًا أن منصة TikTok تُشكل خطرًا على الأمن القومي الأمريكي، كما أنها تُساهم بشكل كبير في نشر الأخبار المُضللة التي تضر بأمن المجتمع الأمريكي؛ خاصةً مع تزايد شعبية المنصة وسط المراهقين الشباب. ولهذا؛ تمكنت TikTok من الوصول إلى عقول الشباب بصورة أكثر فعاليةً من أكبر وأقوى المؤسسات الإعلامية الأمريكية.

طالع أيضًا: استجواب رئيس تيك توك أمام الكونغرس الأمريكي مع تهديدات بحظر التطبيق!

ولكن على ما يبدو أن السبب الحقيقي خلف هذه المشاكل يكمن في عدم قدرة المؤسسات الأمريكية على فرض سيطرتها على هذه الشركة الصينية، إذ تُعد وسائل التواصل الاجتماعي ضمن أهم الأسلحة التي تعتمد عليها المؤسسات الأمريكية في توجيه الرأي العام. ولهذا؛ قد لا ترى هذه المنصة الجديدة نورًا في الأراضي الأمريكية مهما بلغ نجاحها عالميًا.

طالع أيضًا: حرب المعلومات المضللة: هل حرية التعبير عامة أم فقط لأبناء العم؟

ظهرت أهمية وسائل التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة خلال العدوان على غزة، إذ كان لها الفضل الأعظم في كشف الحقائق للعامة. ولهذا؛ لا نعتقد أن المؤسسات الأمريكية ستسمح بأي منصات جديدة على أراضيها، إلا بعد إحكام السيطرة عليها أيديولوجيًا!